قال د.محمد عسقول أمين عام مجلس الوزراء بغزة أن أزمة انقطاع الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة سببها الجانب المصري.
وأوضح عسقول خلال لقاء جمعه اليوم بمجموعة من الناشطين الشباب أن السلطات المصرية لازالت تتعامل مع القطاع من جانب أمني،وبعقلية استعلائية على طريقة نظام مبارك.
وقال عسقول أن قطاع غزة يحتاج إلى"300" ميجاواط لتغطية إحتياجات الكهرباء في القطاع ,
تنتج محطة التوليد 80 ميجاواط منها تقريباً، وإسرائيل تزودنا بـ 120 ميجا ، وفي الظروف الطبيعية يصل العجز الى 8 ساعات يومية .
وكشف عسقول أن مصر لديها فائض في الكهرباء يصل إلى 3000 ميجاوات، لكنها ترفض تزويد غزة بالكهرباء، وترفض تزويدها بالوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء كذلك , ولا تزوّد قطاع غزة سوى بــ 17 ميجا واط ضمن اتفاق قديم بين السلطة الفلسطينية وجمهورية مصر .!
وأوضح أمين عام مجلس الوزراء أن الأزمة نشأت مؤخرا ً عندما قامت السلطات المصرية بايقاف جميع الشاحنات المحملة بالوقود والمتجهة الى قطاع غزة على جسر السلام , وقامت باعادتها ومعاقبة المخالفين للقرار .
وأضاف عسقول أن أول وفد فلسطيني غادر الى القاهرة كان يضم وكيل وزارة المالية بغزة اضافة الى كنعان عبيد رئيس سلطة الطاقة بغزة , لمناقشة هذه الأزمة ولكن وحسب عسقول فان الوفد عاد خالي الوفاض ودون تحقيق أي نتائج . وأضاف أن الوفد الثاني ترأسه رئيس الحكومة بغزة اسماعيل هنية قبل أن ينضم له لاحقاً وزير الاقتصاد بغزة حيث قام الوفد بالاتفاق مع الجانب المصري على خطة من ثلاث مراحل لحل أزمة الكهرباء نهائياً , وحسب الخطة فإن المرحلة الأولى تتضمن أن يتم توريد الوقود بالشكل الذي سبق الأزمة بإدخال 400 ألف لتر سولار يوميا ً وهي الكمية الكافية لتشغيل الثلاث مولدات التابعة للمحطة , وتضم المرحلة الثانية زيادة كمية الكهرباء التي تغذّي رفح لترتفع من 17 ميجاواط الى 22 , أما المرحلة الثالث فهي تشمل ربط غزة بالشبكة الموجودة في الشيخ زويد وامدادها بالغاز الطبيعي وهي مصممة أصلاً على ذلك , وتم مناقشة هذه الحلول بشكل فني وتكفّل البنك الاسلامي للتنمية بتمويل هذه الحلول وتعهّد بادخال مولّد اضافي الى القطاع مع تجهيزاته بالكامل , وتشمل المرحلة الثالثة أيضا ً بيع الوقود المصري للقطاع بالتسعيرة القديمة "أي قبل الأزمة" وهي "شيكل واحد" للتر وادخاله عبر الآلية السابقة وهي معبر رفح .
عسقول أوضح في حديثه أنه وبعد عودة هنية تفاجأ بأن المصريين أوقفوا امدادات الوقود ورفضوا بيع الوقود المدعوم وأصروا على بيعه بالسعر الدولي وهي "دولار واحد" لكل لتر واشترطوا أيضا ً أن يمر عبر معبر كرم أبو سالم حتى يتحمل الاحتلال مسئولياته حسب تعبير المصريين .
وقال عسقول أن حكومته في غزة ترفض رفضا ً قاطعا هذه الشروط لأن توريد السولار المصري بالتسعيرة الدولية يعني "نصف مليون دولار" يوميا ً وهو ما تعجز عنه الحكومة في الوقت الحالي , كما أن إدخال الوقود عبر معبر كرم ابو سالم يعني تحكم الاحتلال فرصة للسيطرة على كهرباء غزة بالاضافة ان الاحتلال سيقوم بفرض الضرائب على الوقود ما يعني ارتفاع سعره الى 7 شواقل تقريباً للتر وهو نفس السعر للسولار الاسرائيلي .
وعن الحلول الممكنة أوضح عسقول أن الحكومة في غزة لا تملك سوى الاستمرار في متابعة القضية ومحاولة الضغط على الجانب المصري من خلال التواصل مع أعضاء في مجلس الشعب " الإخوان المسلمين" لثني الحكومة المصرية عن قراراتها واشتراطاتها الأخيرة .
محمد عاشور الناشط الشبابي والذي كان ضمن الوفد الذي التقى عسقول , قال لدنيا الوطن أن مجموعة الشباب ناقشت الدكتور عسقول بشكل واضح وصريح في كل صغيرة وكبيرة , وأثنى على تجاوب عسقول وصراحته ووضوحه .
وقال عاشور أنه ومن رافقه من الشباب ناقشوا أمين عام مجلس الوزراء بالسلبيات التي تُمارس من قبل مسئولين في الحكومة بغزة والتي تُعمّق احساس المواطنين بالأزمة ،وأضاف أن عسقول وعد بنقل ملاحظاتهم الى مجلس الوزراء خلال اجتماعه القادم .