تنتشر في مناطق مثل جزر
فلبين، وفي إندونيسيا وماليزيا، وبورنيو، ولا شك أن المتهادية جزء من فصيلة
بيت فايبر، ونحن في الولايات المتحدة لدينا أفراد من هذه العائلة، نذكر من
بينها المجلجلة ومائية ماكنسن ونحاسية الرأس وجميعها جزء من هذه العائلة.
نذكر أن المتهادية شبيهة جدا بقريبة لها تسكن الولايات المتحدة، وهي مائية
ماكنسن، التي تشبها من حيث البنية، كما وفي شكل الرأس، من الواضح أن
للمتهادية رأس كبير وكثيف تماما كرأس الماكنسن، ولديها أيضا جسم ثقيل وبدين
وقصير نسبيا، ومع ذلك فإن أفعى ماكنسن تعتبر أكبر من هذه لأن طولها قد
يبلغ ستة أقدام وحتى أطول من ذلك، أما المتهادية فيتراوح طولها بين قدمين
وثلاثة أقدام، وإذا عثرت على واحدة تزيد عن ثلاثة أقدام ونصف فستسجل رقما
قياسيا بين هذه الثعابين.
لدى المتهادية أيضا بعض الفوارق الأخرى التي
تميزها عن مائية ماكنسن. ولكن يجب القول أولا أنهما متشابهتان في الأنياب
وبأنهما من الثعابين السامة طبعا، كما أن مائية مانكسن تمضي الكثير من
الوقت في الماء، كما تحب تسلق الأشجار التي تتدلى من فوق الأنهر أو
البحيرات، ما يساعدها على القفز في الماء حالما تتعرض لأي خطورة فتصبح في
أمان، ولكن إذا كانت الشجرة مستقيمة لا يمكن لتلك الأفعى أن تتسلقها لأنها
لا تتقن تسلق الأشجار، أما المتهادية فهي من الأفاعي الشجرية، وتعيش فوق
الشجر، أي أنها تمضي الوقت في تسلق الأشجار.
تكثر هذه الأفاعي وسط
الأدغال الكثيفة كما أنها تعيش في مزارع الجزر في فيليبين، وأماكن أخرى
مشابهة. حيث تمضي الوقت فوق النباتات والشجيرات الصغيرة.
لا شك أنها
تأكل الكثير من الحيوانات التي تجدها فوق تلك الشجيرات، ومن بينها
العصافير، كما تأكل السحالي، دون أن تتخلى كذلك عن الفئران والجرذ التي
تعثر عليها تحت الشجيرات، وهي تتدلى من فوق لتلسعها وتقتلها وتأكلها. أي
أنها تأكل أنواعا كثيرة من الطعام تفوق ما تأكله الثعابين الشجرية المشابهة
الأخرى.
مع أنها من الثعابين التي تسكن الأشجار، ولكنها لا تتحرك
بسرعة أبدا، بل هي من الثعابين البطيئة والكسولة، تتقن التسلق دون أن تتحرك
بسرعة. كما تتمتع بذيل إمساكي، أي أنها تستعمله كي تمسك به أغصان الشجر
كما يمسك المرء الأغصان بيديه، أي أنها تجيد التسلق ولكنها لا تقفز بين
الأشجار كما تفعل الكثير من الثعابين الشجرية الأخرى، بل تتحرك ببطئ شديد
فوق الأغصان.
نعرف بأن للأفعى المتهادية أسم آخر تشتهر به، فهي تسمى
بأفعى المعبد، أما السبب في ذلك فهو أنها تتحرك بحرية كاملة في أحد المعابد
المنتشرة في جزيرة بانينغ، يمكن العثور هناكعلى كميات كبيرة من هذه
الثعابين تتسلق الأشجار والنباتات الكثيرة داخل المعبد، وهي تسكن هناك لأن
الناس يغذونها. يوجد هناك الكثير منها، والكثير من الناس المعجبين
بالثعابين، علما أنها لا تلسع أي شخص منهم. وهذه مسألة غريبة ولكن يقال
أنها حقيقة واقعة في تلك الجزيرة.
الأمر الغريب الآخر بشأن هذه الأفعى
هو أنها مدعى للتفاؤل، وذلك في جزيرة بورنيا، الكثيرين من سكان الجزيرة
يحبون أن تسكن إحدة هذه الأفاعي فوق الشجيرات المجاورة لبيوتهم لأنها مدعاة
للتفاؤل بالخير والصحة والسعادة وتحسين كل شيء بالنسبة لسكان البيت
المجاور.
قد يعتقد الناس هناك بالأمر جديا، علما أن هذا الاعتقاد لن
يجعل البعض يتصل بتلك الجزيرة طلبا لبعض الثعابين، لأني متأكد بأن باقي
أنحاء لعالم من الولايات المتحدة إلى أمريكا الجنوبية وأفريقيا وإسبانيا
وبريطانيا ستتمسك بأسباب تفاؤلها الخاصة كالأرانب والحمائم وحدوة الحصان،
ولا أظن أن أحدا اليوم يجمع هذه الأشياء لأنه يتفاءل بها.